اعلانات

الأربعاء، 6 فبراير 2013

مفسدات اليقين:

إنَّ ممَّا ينافي اليقين أن يكون القلب متطلعاً إلى غير الله - عزَّ وجلَّ -، متعلقاً به، ملتفتاً إليه، ولهذا قال بعض السلف: “حرام على قلب أن يشم رائحة اليقين، وفيه السكون إلى غير الله - عزَّ وجلَّ -، وحرام على قلب أن يدخله النور وفيه شيء ممَّا يكرهه الله - جلَّ جلاله -”[13].
ومما يضعف اليقين في القلوب: الإصغاء إلى الشكوك، والريب، والأمور التي تجلب ذلك: بسماع الشبه، وسماع كلام المخذلين، والمثبطين الذين يثبطون عزائم المؤمنين، ويوهنونهم، ويحثونهم على القعود عن التزام صراط الله - عزَّ وجلَّ - المستقيم، فهؤلاء الذين قَلَّ يقينهم إذا استمع العبد منهم؛ فربما سبّبوا له شيئاً من ضعف اليقين، حين ذلك يورثه قلقاً، وانزعاجاً، واضطراباً، وهذا يخالف اليقين؛ لأن اليقين طمأنينة، وثبات واستقرار، كما قال ابن القيم - رحمه الله -: “الشك مبدأ الريب كما أن العلم مبدأ اليقين”[14].
فكن -أخي- على يقين بربك، وثقة فيه، فلا تحمدَنَّ أحداً على فضل الله، ولا تذمنَّ أحداً على ما لم يؤتك الله، فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص، ولا يرده عنك كراهية كاره. سبحانه، يعطي من يشاء بفضله، ويمنع من يشاء بعدله، ولا يسأله مخلوق عن علة فعله، ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله!!
سبحانه، قد يعطي وهو يمنع، وقد يمنع وهو يعطي، وقد تأتي العطايا على ظهور البلايا، وقد تأتي البلايا على ظهور العطايا. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Source : http://fr3st.blogspot.com/2012/05/add-shareaholic-sassy-bookmarks-to.html#ixzz1vjUMqRHf