اعلانات

الأحد، 20 مارس 2016

الشيخ العثيمين : يعتذر

الشيخ العثيمين : يعتذر
عن حضور * بيت العزاء * برسالة لطيفة لصاحب المصيبة ؛ فيقول :
بسم الله الرحمن الرحيم
في 30/9/1379 هـ
من محمد الصالح العثيمين إلى أخيه المكرم.... حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد تبين لي البارحة حين اتصلت بكم هاتفيًّا للتعزية بالأخ... رحمه الله تعالى أن في نفوسكم شرهاً علي إذ لم أحضر إلى البيت، وهذا جزاكم الله خيراً يدل على أن لي منزلة في نفوسكم؛ لأنه لو لم يكن لي منزلة لم تشرهوا علي.
والله يعلم أني لم أترك الحضور إلى البيت، احتقاراً لكم،
ولا استخفافاً بالمصاب،
ولكني تركت ذلك؛ لأنه لم يكن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم،
ولا من عادة السلف الصالح، اجتماع أهل الميت،
أو جلوسهم للتعزية،
فقد مات للنبي صلى الله عليه وسلم زوجتان في حياته إحداهما فريدته
وأم أكثر أولاده خديجة رضي الله عنها
ومات جميع أولاده
ما عدا فاطمة رضي الله عنها وقال في ابنه إبراهيم:
"العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه جلس ليعزى بهؤلاء، وأما جلوسه صلى الله عليه وسلم في المسجد يعرف فيه الحزن حين جاء خبر قتل زيد وجعفر وعبدالله بن رواحة، فليس فيه أنه جلس لقصد التعزية.
ومن أجل أن الجلوس للتعزية لم يكن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم
ولا من عادة السلف الصالح كرهه الإمام أحمد رحمه الله فقال:
ما ينبغي،
ومرة قال: ما يعجبني،
وقد ذكر في " لفروع "
أن الإمام أحمد إذا قال:
(لا ينبغي) فهو للتحريم،
ولذلك نقل عنه المنع من الجلوس،
ونقل عنه الرخصة فيه،
والذي استقر عليه مذهبه عند المتأخرين من أصحابه
أن الجلوس للتعزية مكروه،
قال في " الفروع ":
ويكره الجلوس لها، نص عليه واختاره الأكثر
وفاقاً لمالك والشافعي،
وقال في (المنتهى) و (الإقناع) وهما عمدة المتأخرين في المذهب:
ويكره الجلوس لها،
قال في" الشرح " أي للتعزية بأن يجلس المصاب بمكان ليعزى
أو يجلس المعزي عند المصاب بعدها. ا.هـ .
وقال في (المهذب)، وهو من أكبر كتب الشافعية قدراً:
يكره الجلوس للتعزية؛ لأن ذلك مُحْدَث والمحدث بدعة،
قال في" الشرح "
في تفسير الجلوس لها:
هو أن يجتمع أهل الميت في بيت فيقصدهم من يريد التعزية،
قالوا: بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم فمن صادفهم عزاهم. ا.هـ .
وهذا الكلام الذي سقته إليكم هو الذي جعلني لم أحضر إلى البيت للتعزية،
وليس الاحتقار لكم،
أو الاستخفاف بالمصاب،
بل لكم عندي ما تستحقونه من التقدير،
ولقد تعرضت لمصادفتكم آخر الليل قبل البارحة عند انتهاء القيام بعد صلاة الفجر
ولم تقدر لي مصادفتكم.
أما الميت فنسأل الله له المغفرة والرحمة.
هذا ما أردت بيانه لكم
لتكونوا على بصيرة من أمرى والله الموفق.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.
✍ لو كانت أخلاقنا هكذا لانتهى الخلاف والفرقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Source : http://fr3st.blogspot.com/2012/05/add-shareaholic-sassy-bookmarks-to.html#ixzz1vjUMqRHf