اعلانات

الأحد، 2 مارس 2014

كل شيء على ما يرام .

عادت الشمس . وأصبح كل شيء على ما يرام .
ألا تكفي كل هذه الأيام من اللون الرمادي؟
والتحايل على برود هذا اللون بالكوفيات المزركشة ،
و البلاطي الطويلة الثقيلة ذات الأزرار الضخمة ،
التي لا تمكنَّ من رفع أذرعناللأعلى و لو مرة واحدة في اليوم .عادت الشمس لتفقأ الأعين الكسولة تلوِّن الأشياء ،
و لتجفف بـِركـات الوحل على جوانب الطرق ،
و تؤمِّن لنا السير الآمن . و فرد الأكففَ ، و قبضها .
و ابعاد الأصآبع عن بعضها ، و إعادة تقريبها ،
و تأمـُّل تلك المساحات التي ستتشكَّل و تتخللها .
و كيف ستبدو الأصابع حمراء وردية . لون قبلات الصباح .و يمكنكم ارتداء البرتقالي على الأحمر .
مع شال أخضر زيتي ، و السير تحتها بثقة .
و خلع نظارات الشمس العملاقة التي تحجب لمعة العين و بسمات الروح .ألا تعلمون السر؟
في وجود الشمس ..
لا تتواجد سوى الأعين الجميلة..
لا توجد سوى الشمس هي من تشآغب أعينكم وتعلم زوايا انعكاس اللمعة لأعين الآخرين .فقط هي ...
أنا لا أتحدَّث بقلبي سوى بالعربية .
لكنني أعلم أن الشمس في اللغة الفرنسية مذكـَّر .
بينما القمر مؤنـَّث ... و أنا لا أتحدث الفرنسية .
لكنني قادرة على هذه اللعبة التي تمكنني من اعتبار الشمس رجل .
فقط طلَّته في وجهي ، تشرح قلبي ، و تأخذني للاحتفال به كل يوم .
أقدر في حضوره أن أترك خصلاتي مهما كان شكلها .
ففي حضوره ، لا يوجد مكان للخصلات القبيحة ، كلها ملوَّنة .
حتى و إن كانت حالكة السواد .
أنا أحب هذا الرجل الذي يأتي إليَّ كل صباح ،
يلوِّن الحياة و يبعث فيَّ الدفئ .
والرغبة الحقيقية في الاستسلام لحضنه مهما طال اليوم ،
نظرتُ له في عينه المثبتة في السماء . و نظرتُ بعيني المجرَّدة .
و رأيت كل الألوان تحوم حول هالة من البياض .
وكان البياض من نوره ... و الألوان تطفو من عيني أنا .
فعلى الرجال اللذين يسيرون على الأرض التعلـُّم من الشمس
كيف يكونو رجالاً بحق . يبعثون الحرارة و الأمان .
و يخرجون من العظام أوجاع البرد و كسل اللون الرمادي .
و يمنحون لنا من أنفسنا خيالات و ظلال نطاردها .
و نتأملها ، و نختال بها .
أنا أحب الشمس .
و أغلق عيني هذه الأيام وأبتسم شماتة في هؤلاء اللذين يحبون الشتاء .
و لا أشعر بالأسف على شيخوختهم ، ولا على احساسهم بالخطر الدائم ،
و تـَخـَفـِّيـهـِم في معاطفهم و رقبات البلوفرات العالية السميكة .
واضعين أيديهم في جيوبهم المكدَّسة بالمناديل .
و أعلم جيداً أن بينهم و بين أنفسهم يحسدونني
على قصة حبي مع رجل السماء الذي قد أفاق من وعكته ،
و نفض السحب عنه و نهض ليهدهدني .
و أختال أمامهم بلا شعور بالذنب .
و لا أتمنى لهم الحرية من هذا للظلام
و هذه القهوة الباردة . ولا من هدوء و رومانسية حب المطر.
لا و هذا التظاهر الخشن بالأناقة الغير واثقة ... التي تستر العيوب ...
______________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Source : http://fr3st.blogspot.com/2012/05/add-shareaholic-sassy-bookmarks-to.html#ixzz1vjUMqRHf