يآ غآئبــآ قَــد ضــلت طَــريــق الـعَودة , وتــركتنــي بعدها كطفل ينقبُ عــن والدهَ وسـط الزحَآم ..
تــآئه يبــحثُ عــن طيــفـه ولآ يــجدهْ , فيــجهش ببكآء علــهُ يسمعُ صوتَ الدمعِ فَتقــبل ,
لكــنْ أســفآ …
فصــوتُ الــزّحآمِ يضــوي فيــدفنُ صــوته دون أن يــسمـعه أحَــد !
أتـعلمِ ..
منــذ أن غآدرتِ تــركتِ خلــفك قلــبآ تفــتتأ ألمآ , وروحٌ آهتـرأتْ جـرّآء الـشوق , وذآكِــرةة عقيــمةة لآ تـحتفظُ بسـوآك !
اشعث لآ يبــآلِي بأحـد , يكْفيـه النــومُ والـبكآء , وشــربُ القَــهوة الســودآء كغــيآبِـك !
مـآ كنــتُ أعلـمُ حــآل وقــعت فـي هـآوية حُبـك أنـي سأحتـآجُ عمرآ كعُمري فدآء ليغفر لِي نـزوة عشقكِ !
مآ كنتُ أعلمُ أن الذنوب تكَبلنآ هكذآ , وتجعلنآ نختنقُ طلبآ للغُفرآن , فيْصفعنآ الرفضُ والنسيآن ..
فنبقى كجثثٍ هآمدةة !
ما كــآن يكفيْـني من الدنيآ مجرد وجُودكِ ..
كنت أريدكِ أنتِ بكل مآ فِيكِ لي ,
لكنكِ لملمتِ كـل شيء ورحلْتِ , وتـركتيني أندبُ حمآقآتِي فقــط !
أتعلمِ يا سيدتي ,
غيآبُ النساء يترك في قلُوبنآ مسآحآت لآ تلتَــئم ,
وتترك في قُلوبنآ جرآحآ غـآئِرة لآ يشفيهآ مُجرد دوآء !
كنتِ دوآئِــي يآ أنتِ , كنتِ بلسمآ يتـمكنُ من عــلآج أي شــيء فيا ..
لكنكِ مضـيتِ , ومكثــتِ أنا هُنــآ أصآرعُ المـرض والألَـم وحـدي !
لقد كــآن يكفِــيني عــنآقكِ فـي أولِ الشـتآء تحـتَ المـطر , لأتـدفأ بأنـفآسِك دهـرآ مـن بَرد , ولأقِـف صآمدأ بوجْـه كـل شَـيء .. كآنت أنفآسُكِ تُغنيني !
كنـتُ أحلُم بأن امتلك طفله يشْبهك , طفله أقصّ عليها قصتنآ , وأحكِي لها عن آحْلآمي الحَمقى معكِ ,
طفله تعلميها أنتِ كيف تحبني , كمآ ظننتُ أنكِ أحبَبتيني يومآ !
أتعلمِ , خُذلآني بكِ كآن أقْوى مِن أن أمضي دُون التفــآت !
لآ زلتُ أسير ورأسِي للخلْف أرقُب عودتكِ , وأحلمُ أن تُدفئِ بردي ذآت شــتآء ,
لآ تُدركِ أنتِ حجم الخُذلآن الذي غرقْت فــيه بعــد غيآبكِ , الخُـذلآن المُوجع ,
الذي جعلنِي أهَآب طُيوف النــساء بَعدكِ , أخآفُ محآدثَتهُم , آخآفُ التبسم في وجــوههِن , أخآفُ التفـكير فـي آحَداهم , وأصآبُ بالـجرأة عندمآ يتـعلّق الأمر بكِ !
أتَدري ,
نسـيآنِي كآن كذبة مُتقنة الصنـع ارتديْتهآ حتّى لآ يلفَـحني هجِيـر التـسآؤلْ , وكَـي لآ أتجـمد في زمهرير رحْمـتكِ !
مآ كنـتِ لتصدقِ أنّي سأنْسآكِ يومآ , ومآ كُنت يومآ لأنْكر ذلك !
سأحتآج مصنعآ كآملآ يعملُ ليل نهآر ليَصنع لي آبتسآمَة تُخفي مــلآمِح حـزني الدآئم ,وشوقِي المُتفآقم لحْظيآ , ودمعِي الذي يكحل عيْنــي دومآ !
يقـولُون أكتُــب لتَنسى , فمآ بآلُ محَــآبري قــد صــآرتْ قُربآنآ لنسـيآنكِ , ومــآ بالِـي سفكـتُ دمــآء أقلآمِي وأنتِ ترفضِ الصفحَ ومغـآدرة الذآكرة !
أتعلَـمِ ,
لربمـآ نحـنُ لآ نـذكرُ أبـدآ سِوى مآ يتــوجبُ عليــنآ نسْيـانه !
لآ نــحتفظُ سـوى بالتفـآصيلِ القآتـلة , والذكريآتِ التي تُحيلنآ لعَجآئز فــي مُقتـبل العمر نُنـقب عن قـبر يحْـتوينآ فقطْ , بـعد أن بُـخسنآ حق الحَيآة !
أهٍ منكِ ,
بعدكِ باتَ البوح مُوجعآ , والصمت قآتِل !
بعدكِ أحتـــــــــــآاآجُكِ , وأخآفُ الآقــترآب منكِ !
بعدكِ أشـــــــــــتآقُك , وفي كـل فرصةٍ تحيـنُ لكِ , تثبِتِ أني لآ أعْني لكِ شيــئآ !
سأحتفــظُ بكِ حيــثُ أنبضْ , سأحمــلُك بــدآخلي كعــــقِيدة دونَ أن أتَـــنآســى أنــك يــومآ كُنتِ كــل شيء , وربَـمآ لآ زلــتَ ذلــك !
سأحكِــي عنكِ للغــربآء بضميــر الغَآئب , سـأخبرهُــم أن الغآئبــين ليْــس لــهُم ضَمــآئر , ولا أعــذار , هــم يحــيَون بآوجــاعِنا فقــطْ !
سأخبــرهم أنــهم لُصــوص قُلــوب , وفَيــروس يُصيــب الــذآكــرة بعــدمِ النــسيآن !
ســأحكِي أن قضــآء ليلةٍ في شِتآء في مدينة الرياض بمــلآبسِكِ الصيفية أسهلُ بكثــير مـن أنْ تَتــجمد عــروقك شوقآ لغآئِبين !
سأخبـــرهُم عنكِ دون أنْ أذكُـر آسمكِ , وســأدسّـك خلْسة بيــن صفحــآتِ دفــآتري , وســأخبــرُ الجمـيع عــنك دونْ أن يعـلَـموا مـن أنْــت !
لآ أريـدُ لأحد أنْ يُوصــلك شــوقِي أبـدآ , فآمكُث بعيدآ ..
فبقــدر مــآ كــآن غيــآبُكِ قآتــلآ , كآن حُضــوركِ وجـــعٌ يحملنِي إلَى المَــوت !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق