اعلانات

الثلاثاء، 15 يناير 2013

لا زالُوا غارقِين بعناقهِم

كَآن يتـأملُ الشـارع المُـؤدي لمنزلهَا ، يتلفتُ يمنةً ويسرةْ أثـناء سيرهْ ..
نعمْ .. فِي هذا الطريقِ تـشابكتْ آيـدينَا معـاً ،
هاهِي المصابيحُ التِي جلسنَا تحتـهَا شآـهدةٌ علينَا ..
ها هُو الهاتفُ الذي آعتدتُ أن آمسك سماعتهُ وأنا أحادثك تحتَ وطأةِ شوقٍ ومطَر ..
كانَ يتلفتُ ..
يحاولُ أن يجد وعدآ هُنا أو هناكْ قطعتهُ على نفسهَا بأن تكُون اللقَآءاتُ اليوم ..
علَي عتبةِ منزلهَآ وقفَ بشغفْ !
وقفَ يتأملُ الباب الحديديّ الذي صدأ تحتَ عوامِل الزمنْ .. !
وقفَ يتأملُ جدران المنزل المُتهالكةِ شوقا مثلهْ ..
كانتْ جُدرانُ المنزلِ تسألهُ من أينَ عدتَ بعد الغِياب !
كانتِ المصابيحُ المُنطفأةُ ترقبهُ بخجل وكأنما تتسآءل : أهُو ذات الشخص بعدَ سبعةِ أعوامٍ من الرحِيل .. !

فِي الوقتِ ذاتهْ ..
كانَ يُجيبُ عن آسئلةِ الجماداتِ بأسئلةْ ..
كانَ يستفسرُ عن ما إذا كانتْ هُنا !
هلِ آنتظرتهُ ! أمْ كانَ النسيآنُ أقوى .. !
هلْ آحتفظتْ به فِي دهآليزِ ذاكرتهَا أم لملمتْهُ وألقتهُ صدقةً في حجرِ الماضِي !
لكنّ الجماداتِ يا عزيزِي لا تُجيب ..
فأطرقَ صمتا …

كانَ لا يزال يلثُم رائحةَ الذكرى أمام بابِها ..
متحيّرٌ ، أيطرُق البابَ أم يفقدُ أمامَ صمودهِ الأملْ .. !

آستجمعَ تلالَ شجاعةٍ وهبتْ لهُ فجأة ..
وضربَ البابَ بكلتا يديهِ كأنمَا يضربُ الأرضَ بحثا عن كنوزِ ذكرى دفنت هنَاكْ ..

جآءهُ الصوتُ من الداخِل : منْ يطرقُ الباب .. ؟

نعمْ .. الصوتُ ذاتُه .. البحةُ ذاتهَا ..
فتفجَّر بداخلهِ شلالً الولهْ

وخلالَ لحظاتْ ..
فُتحَ البابُ وآسفر عن قمرْ ..

صمتٌ آكتنفَ المشهدَ وقتهَا ..
لا هُو ظنَّ حين ودعهَا أنّ القدرَ سيُكرمهُ ويجمعُ جسدهً بالرُوح ..
ولا هِي ظنتْ أنهُ سيفِي بوعدٍ قطعهُ فِي زمنٍ تُخلفُ فيهِ الوُعودْ ..

من يدهَآ ، آجْتذبهَآ لصدرِهْ ..
يبحثُ في رائحتهَا عن اكسجينٍ افتقدهُ حتى اوشكَ آن يختنقْ ..
وضعتْ رأسهَا المُنهك بهْ ، الملِيء بذكريَاتهْ علَى كتفِهْ ..
وظلتْ مغمضةَ العينينِ خوفاً أنْ تُفيقَ منْ حُلمٍ جميلْ ..

علَى نفسِ الثرى .. آلتقيا بنفس الشغَف ..
كلٌ منهًم يحملُ تلالآ من الأوجاعِ والجِراحِ ستشفَى بوجُود الآخر ..
كلٌ منهُم يمتلكُ الكثيرَ ليسردهُ على روحِه ..
احلامٌ راودتهُ وشوقا كادَ يفتكُ بهْ ..

لا زالُوا غارقِين بعناقهِم يبللُهمْ مطرٌ كأنما يفسلُ آوجاعهُم بهطُولهْ ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Source : http://fr3st.blogspot.com/2012/05/add-shareaholic-sassy-bookmarks-to.html#ixzz1vjUMqRHf