باستطاعة المرأة أن تكون باباً للحياة ( راقت لي )

باستطاعة المرأة أن تكون باباً للحياة … إنها قدرة المرأة أن تكون مصدراً للحياة، وليس الرجل. من هنا وُلِدت في داخل الرجل عقدة نقص أبدية جعَلَتْه يحاول السيطرة على المرأة وسَلْبها الحرية. هكذا تعمل عقدة النقص الوجودية: إنها تدّعي التفوُّق وتتخذه مظهراً وشخصية، فتخدع نفسها به والعالم أجمع وكل مَن حولها فتزيِّف حقيقة جوهرية. والرجل حاول ويحاول على مرّ العصور أن يُلحق بعبقرية المرأة ومواهبها وقدراتها، الدمار حتى يصبح بإمكانه إثبات تفوق في الهوية الذكورية.

إحتلال الرجل للمرأة واستغلاله لها، لهُو من أقبح الأعمال الدنيوية… وهذا فرق جسدي مادي أي أنه لا يشكل فرقاً ذو أهمية. أما نفسيّة المرأة فقد تمّ التلاعب بها، تمّ إفسادها من قِبَل الرجل بإخبارها أشياء عن نفسها ليست حقيقية… أشياء جعَلَتها للرجل سلعة وجارية وأنزَلَتها لدرجة ثانية مقاماً في الدرجات الإجتماعية الفكرية والروحية والجنسية. والسبب الذي ساعد الرجل على فعل هذا، هو قوّته الجسدية. لكن القوة الجسدية جزء من الحيوانية، فإن سلّمنا لها قرار اختيار المتفوِّق من الخَلائق، فالحيوان عندها أقوى من أي قوة عرفها الرجل في حياته الجسدية.

أحد الفروقات الطبيعية أيضاً، هو قدرة المرأة على المحبة أكثر من الرجل… محبة عفوية تلقائية. محبّة الرجل أكثر ميْلاً لحاجة جسدية ضرورية… محبة المرأة لا تقترب من هذه الأودية… محبة المرأة أعظم وأعلى … محبة المرأة تجربة روحية. ولأجل هذا تميل المرأة للعلاقة الواحدة أحياناً، بينما يميل الرجل لأكثر من علاقة أحياناً أخرى. إن الرجل ليرغَب في أن تجتمع حوله جميع نساء الدنيا ومع هذا لن يؤدي هذا لاكتفائه من الشهوة والغريزة الذكورية. جوع الرجل وعدم اكتفائه، حال أزمِنَته أبدية.

وقد يكفي المرأة حبّاً واحداً ويُشبِعها إشباعاً أبدياً لأنها لا تنظر إلى جسد الرجل، بل إلى صِفاته الداخلية. لا تقع المرأة في حب رجل لأنه يمتلك أجمل قوام وأجمل التفاصيل الجسدية. تقع المرأة في حب الرجل صاحب الفردية، صاحب الكاريزما التي لا تملك تعريفاً مناسباً ولكن جاذبيتها سحرية. تقع في حب الرجل الذي يملك غموضاً عتيقاً عليها اكتشافه وحل ألغازه إذ يخلق لها الجاذبية. المرأة لا تريد من رجُلها أن يكون فقط رجلاً بمواصفات جسدية… بل رحلة ومغامرة تغوص فيها داخل قلبها ووعيها هي.