قَالت لي :- مَابال الدُنيا أظهرت تجاعيد الكِبار عليك ..
قُلت لهَا :- أنا الآن كَبير ..
فأنا أستطَيع أن أبكِ وحدى ، دون أن يربت على كتفى أحد و يقُول لي مُجاملًاً :- ما بكِ ..
أمسح دمعى وحدى .. أنام دُون أن تقص علي أمي حكاياها الأنيقَة ..
أقوم مفزَوع فى الليل ، يُحاصرنِى الظلَام ..
فأهدهِد نَفسى بنَفسى وَ أضمنِى ، و أرتِل بهمس أذكار النَوم قبل أن أغمض جَفنِى
ثُم أكمل نَومي من دُون أن يشعر بى أحد ..
كبرت وَ تعلمت ، وَ أصبحت أجيد حياة الوحدَة وَ أثرثر مع الصمت بصَخب ..
أنا كَبير .. أرددها كَثيراً لأن الكَبير عليه أن يصبر على الوجع وَ يكُون سماء رحبة لكل شيء
أن يبكِ دُون صَوت وَ أن لَا يراه أحد ، أن يسكنهُ الحُزن وَ لَا يشتَكي و أن يغفر دُون مُبرر ..
أن يرحَل بإبتساَمة كبيرة .. أن يُضَحي و أن يُحب و أن يكُون وَطن يحتَوي الجميع ..
أن ينتظر دوماً أحبابه .. و غالباً ما يأتوُا إليه إلا فى وَقت مُتأخر ..
أن يُسامح .. وَ أن ينسى قلبه فى الدُنيا و هُو على ثقة أن الله سيرضيه فى الجنّة ..
أنا كَبير ، أرسِم الضَحكَات على المَلامح المُتعبة ..
أنا كبير ، لأن الكِبار نواجدهم فى الليل أنِيق ، لا يزعجُون به أحد ..
يستَيقظون باكراً .. يرتلون الدعوات لكل من فِى الأرض جميعاً ، دُون أت يعرِفُوا أجناسهم
يتمنُون لهم الخير و جنّة تجلب لهم فى أعماقِهم سعادة لذيذة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق