ربما نحن نختار الحُزن

ربما نحن نختار الحُزن فضلاً عن النسيَان لأننا لا نُريد أن نتكبّد عنَاء مَا بعدَ الفراق .. نرتَسم الألم و البُكاء ليُصبِح مُدمياً .. مُدمياً بشكل روتينيٍّ موجع ..
نستَرق آآهاتٍ و نسترجِع أقدم الأمكنةِ لنتذكّرهم في لحظات نصل فيها آلى البؤس لي

لاً أو حتى في أولى إشراقات الفجر ما قبل الصباح .. و نفضل مرارة القهوة و صُحبة النافذة ما قبل النهار أي في أجمل ساعات الصباح , بدلاً من مجالسةِ الأصدقاء و العائلة حول طاولةٍ عائليّة دافئة ..
نتـّخذ أصعب المزاج و نبتعد عن الراحةِ ( بالاً و جسداً ) ..
و نتفنن في كتابةٍ مُمزقة الأحرف .. بريشة طاووسٍ مُهترئة , غريبةٌ جداً هي فهل من طاووسٍ بأسوَد باهتٍ وَ أبيضَ ناصِع !!
نجعل للشوارِعٍ وقتاً خاصاً .. نستقرُّ على مقاعدها في أوقاتِ الخلاء .. نيتعد عن الجميع خوفاً من البوح سهواً .. و خوفاً من الأنجراف في بحور الكلام و الفضفضة , لأننا إذا بدأنا لن ننتهي مُبكّراً !!
لأننا آذا اقتربنَا لن نعي أنفسنا إلا في أحضان الرفاق نبكي و ننتحب ..


~