اعلانات

السبت، 23 يونيو 2012

الموت في المنفى

الموت في المنفى

سأبتسم فهذه الأرض تبكي تبكي تشهقُ بالبكاء ولا تموت
ونحن نبتسم نبتسم نشهق بالصراخ .. ونموت لتبكينا السماء
هذه ليست قصيدة , وليست رِثاء
هذه ابتسامة لمن سيموت , وتحملهُ الرياح
اليوم التقطتُ صوراً تذكارية
الكثير الكثير من اللحظات , والكثير من الصور
ربما سأموت غداً , وربما أعيش عاماً آخر
لكنَّ شيئاً قد مات
شيءٌ ما مات وصار تذكار
كانوا يقولوا : الميت يشعر بموتهِ القريب
وأنا أشعر بموتي اقترب .. اقترب
أشعر أني أودع كل لحظة كل عصفور كل حجر .. كل بئر ماء
لم أكتب ما كنت أريد كتابته
لسببٍ ما .. كان القلم يهمس لي لم يحن الوقت
لم أقل لهم أنا آسف .. أنا لستُ أنا
لسببٍ ما .. كنت أقولها بصمت
لم يبقَ لي من الوقت ما بقيَ لشمس الغد
بقيَ قلم نصفُ حبره عالقٌ في حنجرتي
ونصفُ حبره في دمي
أنظرُ إلى صوري أتأملها أدققُ بملامحي أستعيرها
هل أنا الذي في الصورة ؟!!
أهذا هو أنا كما يراني من حولي , ولا أرى أنا نفسي ....
لستُ جميلاً ..لست فاتناً .. لست وسيماً .. لست مبتسماً
لست مغروراً .. لست متواضعاً .. لستُ لستُ .....
أهوَ أنا ؟! كم كم أنا ...........
لماذا أحبوني إذاً ؟؟؟
شكراً لأن أحدهم أحبني
شكراً لأن أحدهم نظر إلي وابتسم بوجهي
شكراً لأن أحدهم طرقَ بابي , وسألَ عني
شكراً لهذه الأوراق لأنها فتحت لي مدنها , واستقبلتني
قبل وبعد أن تطردني كل العواصم
شكراً للسماء لأنها لم تطبق علي وترفضني
شكراً ....................
3
كنتُ مُمِلاً وكئيباً ومكتئباً , وناكراً ربما
كم , وكم كنت ...
كنتُ ما كنت
أنا لا أملكُ ما كنت , ولا أملك ما سيكون
كما هذه الأرض لا تملك مصير أشجارها
أنا لا أملك مصير غدي , وأحلامي
لا أملك القصيدة , ولا القوافي
هل لديك الإجابات يا ظلي ؟؟!.......
وأنت تلاحقني تتمسك بثوبي
وإذا ما مِتُّ ستهرب مني
وتصبح ظِلاً لأمي
كم أنت جميلٌ يا ظلي .......
كم أنت جميل , وأنتَ تحمل نعشي
وتطوف بروحي في أزقةِ المنفى
كم أنت جميل , وأنت تصافح الأبواب , وتنثر الحلوى على الأطفال
كم أنت جميل يا ظلي , وأنت تودعني الوداع الأخير
كطفلٍ سيصبح يتيماً بعدَ قليل .........
جَفِّف دموعهم , وقُلْ لهم أني لم أمُت
قبِّل عيونهم , وابتسم كقمرٍ في حضرةِ الشروق
هذه الأرض ستبتسم يوماً لقمرٍ يحتضر
وستبكي يوماً من ألم جرحٍ انفتح , ولم يندمِل
كيف يبكي البحر يا تُرى ؟!!
كيف يبكي , وماؤه مالح , والدمعُ مالح !!.......
وكيف تبكي الأرض , وماؤها حلو , والدمعُ مالح ؟!..
إذاً البحر ليس إلاَّ دموعُ الأرض الثكلى ......
نظرةٌ جديدة لمن يبتسم في وجه الموت ............................
4
أريدُ سماعَ موسيقى صمتِ الكون في آخر ساعةٍ لليل
أريدُ تنفسَ نفسَ البحر عندما يخلُد للنوم
أريد النوم على سجادةِ صلاةِ أمي
أريد أن أرتاح للأبد داخلَ عيني حبيبتي
أريد إحراق لفافة تبغٍ أخيرة
دون الخوف من أن تحترق داخلي
وتسبب لي أزمة قلبية , وأموت في غرفةِ الإنعاش
أريدُ تمزيق هويتي , وجواز سفري , واسمي
كي أموت دون أن أخاف من ملاحقة باقي أفراد العائلة
أريدُ الموت كغيمةٍ تبخرت لتصبح مطر
لا أريد الموت على كرسي في غرفة التحقيق
ولا الموت في نصفِ مترٍ مربع خلفَ قضبان المُعتَقَل
لا أخاف الموت .. لكني أخاف أن أموت , والقيدُ يحبسُ أنهارَ دمي
لا أخاف الموت .. لكني أخاف الرحيل القصري من منفى إلى منفى آخر
هل سيطلبوا من روحي تذكرةً للعبور إلى سماءِ الوطن .؟؟ !......
هل هناكَ حدودٌ في السماء , وحرسٌ , وأسلاك شائكة
وحقلٌ للألغام , وقنَّاص , وعلمٌ أزرق , وأبيض , ونجمةٌ سداسية في الوسط
هل هناكَ خطوطُ طولٍ وخطوط عرض محددة
وجوازُ سفرٍ منتهي الصلاحية قبل أن يبتدئ , وتأشيرةٌ تحتاجُ موافقةً أمنية , وجلسةٌ استثنائية لمجلس الأمن .......
هل هناك في السماء من سيوقف روحي , وينفيها ؟؟؟؟؟؟
هل هناك ؟؟؟ هل هناك ...........
5
إنْ مِتُّ ومُنِعَتْ روحي من التحليق في سمائي الأولى
إن مت ونُفيت من منفى إلى منفى .........
إن متُّ ثم اكتشفت أن هناكَ جدارَ فصلٍ عنصري للأرواح لن أتفاجأ ..
ولن أشتُم , ولن , ولن ,,,,,,,,,,
سأمسكُ ناياً , وأعلِّم العصافير لحنَ البكاء
سأطيِّر الحَمام , وأصرخ .. لا الأرضُ لنا , ولا السماء
6
طِرْ يا حَمَام طِرْ ........
طر واهزأ من الرصاص
طر ولا تَعُد إلى هنا
فهاهنا تتوقف الحياة
وهاهنا وعودٌ تختنق , وتخنِقُ أصحابها
طر يا حمام طر .........
طِرْ ولا تنظر للوراء
فهذا المنفى ليس لنا
وليس لنا ما لنا
ترابٌ أحمر , ورحيلٌ أحمر
أوَّلُ الحب وردةٌ حمراء
آخر الحب دمعةٌ حمراء
والأحمر ليس إلا لون الدماء
طر يا حمام طر , ولا ترجوا من السجان الرجاء
لا تفاوض على أجنحتكَ , ولا تنتظر قطرة الماء
لا تَعُد فهنا الحياة , والموت سواء
والمنفى هو المنفى
وأنا كما أنا سأموتُ مبتسماً رغماً عن أنف الشقاء

وسام عثمان
1 / 6 / 2012
صورة: الموت في المنفى

سأبتسم فهذه الأرض تبكي تبكي تشهقُ بالبكاء ولا تموت
ونحن نبتسم نبتسم نشهق بالصراخ .. ونموت لتبكينا السماء
هذه ليست قصيدة , وليست رِثاء
هذه ابتسامة لمن سيموت , وتحملهُ الرياح
اليوم التقطتُ صوراً تذكارية
الكثير الكثير من اللحظات , والكثير من الصور
ربما سأموت غداً , وربما أعيش عاماً آخر
لكنَّ شيئاً قد مات
شيءٌ ما مات وصار تذكار
كانوا يقولوا : الميت يشعر بموتهِ القريب
وأنا أشعر بموتي اقترب .. اقترب
أشعر أني أودع كل لحظة كل عصفور كل حجر .. كل بئر ماء
لم أكتب ما كنت أريد كتابته
لسببٍ ما .. كان القلم يهمس لي لم يحن الوقت
لم أقل لهم أنا آسف .. أنا لستُ أنا
لسببٍ ما .. كنت أقولها بصمت
لم يبقَ لي من الوقت ما بقيَ لشمس الغد
بقيَ قلم نصفُ حبره عالقٌ في حنجرتي
ونصفُ حبره في دمي
أنظرُ إلى صوري أتأملها أدققُ بملامحي أستعيرها
هل أنا الذي في الصورة ؟!!
أهذا هو أنا كما يراني من حولي , ولا أرى أنا نفسي ....
لستُ جميلاً ..لست فاتناً .. لست وسيماً .. لست مبتسماً
لست مغروراً .. لست متواضعاً .. لستُ لستُ .....
أهوَ أنا ؟! كم كم أنا ...........
لماذا أحبوني إذاً ؟؟؟
شكراً لأن أحدهم أحبني
شكراً لأن أحدهم نظر إلي وابتسم بوجهي
شكراً لأن أحدهم طرقَ بابي , وسألَ عني
شكراً لهذه الأوراق لأنها فتحت لي مدنها , واستقبلتني
قبل وبعد أن تطردني كل العواصم
شكراً للسماء لأنها لم تطبق علي وترفضني
شكراً ....................
3
كنتُ مُمِلاً وكئيباً ومكتئباً , وناكراً ربما
كم , وكم كنت ...
كنتُ ما كنت
أنا لا أملكُ ما كنت , ولا أملك ما سيكون
كما هذه الأرض لا تملك مصير أشجارها
أنا لا أملك مصير غدي , وأحلامي
لا أملك القصيدة , ولا القوافي
هل لديك الإجابات يا ظلي ؟؟!.......
وأنت تلاحقني تتمسك بثوبي
وإذا ما مِتُّ ستهرب مني
وتصبح ظِلاً لأمي
كم أنت جميلٌ يا ظلي .......
كم أنت جميل , وأنتَ تحمل نعشي
وتطوف بروحي في أزقةِ المنفى
كم أنت جميل , وأنت تصافح الأبواب , وتنثر الحلوى على الأطفال
كم أنت جميل يا ظلي , وأنت تودعني الوداع الأخير
كطفلٍ سيصبح يتيماً بعدَ قليل .........
جَفِّف دموعهم , وقُلْ لهم أني لم أمُت
قبِّل عيونهم , وابتسم كقمرٍ في حضرةِ الشروق
هذه الأرض ستبتسم يوماً لقمرٍ يحتضر
وستبكي يوماً من ألم جرحٍ انفتح , ولم يندمِل
كيف يبكي البحر يا تُرى ؟!!
كيف يبكي , وماؤه مالح , والدمعُ مالح !!.......
وكيف تبكي الأرض , وماؤها حلو , والدمعُ مالح ؟!..
إذاً البحر ليس إلاَّ دموعُ الأرض الثكلى ......
نظرةٌ جديدة لمن يبتسم في وجه الموت ............................
4
أريدُ سماعَ موسيقى صمتِ الكون في آخر ساعةٍ لليل
أريدُ تنفسَ نفسَ البحر عندما يخلُد للنوم
أريد النوم على سجادةِ صلاةِ أمي
أريد أن أرتاح للأبد داخلَ عيني حبيبتي
أريد إحراق لفافة تبغٍ أخيرة
دون الخوف من أن تحترق داخلي
وتسبب لي أزمة قلبية , وأموت في غرفةِ الإنعاش
أريدُ تمزيق هويتي , وجواز سفري , واسمي
كي أموت دون أن أخاف من ملاحقة باقي أفراد العائلة
أريدُ الموت كغيمةٍ تبخرت لتصبح مطر
لا أريد الموت على كرسي في غرفة التحقيق
ولا الموت في نصفِ مترٍ مربع خلفَ قضبان المُعتَقَل
لا أخاف الموت .. لكني أخاف أن أموت , والقيدُ يحبسُ أنهارَ دمي
لا أخاف الموت .. لكني أخاف الرحيل القصري من منفى إلى منفى آخر
هل سيطلبوا من روحي تذكرةً للعبور إلى سماءِ الوطن .؟؟ !......
هل هناكَ حدودٌ في السماء , وحرسٌ , وأسلاك شائكة
وحقلٌ للألغام , وقنَّاص , وعلمٌ أزرق , وأبيض , ونجمةٌ سداسية في الوسط
هل هناكَ خطوطُ طولٍ وخطوط عرض محددة
وجوازُ سفرٍ منتهي الصلاحية قبل أن يبتدئ , وتأشيرةٌ تحتاجُ موافقةً أمنية , وجلسةٌ استثنائية لمجلس الأمن .......
هل هناك في السماء من سيوقف روحي , وينفيها ؟؟؟؟؟؟
هل هناك ؟؟؟ هل هناك ...........
5
إنْ مِتُّ ومُنِعَتْ روحي من التحليق في سمائي الأولى
إن مت ونُفيت من منفى إلى منفى .........
إن متُّ ثم اكتشفت أن هناكَ جدارَ فصلٍ عنصري للأرواح لن أتفاجأ ..
ولن أشتُم , ولن , ولن ,,,,,,,,,,
سأمسكُ ناياً , وأعلِّم العصافير لحنَ البكاء
سأطيِّر الحَمام , وأصرخ .. لا الأرضُ لنا , ولا السماء
6
طِرْ يا حَمَام طِرْ ........
طر واهزأ من الرصاص
طر ولا تَعُد إلى هنا
فهاهنا تتوقف الحياة
وهاهنا وعودٌ تختنق , وتخنِقُ أصحابها
طر يا حمام طر .........
طِرْ ولا تنظر للوراء
فهذا المنفى ليس لنا
وليس لنا ما لنا
ترابٌ أحمر , ورحيلٌ أحمر
أوَّلُ الحب وردةٌ حمراء
آخر الحب دمعةٌ حمراء
والأحمر ليس إلا لون الدماء
طر يا حمام طر , ولا ترجوا من السجان الرجاء
لا تفاوض على أجنحتكَ , ولا تنتظر قطرة الماء
لا تَعُد فهنا الحياة , والموت سواء
والمنفى هو المنفى
وأنا كما أنا سأموتُ مبتسماً رغماً عن أنف الشقاء

وسام عثمان
1 / 6 / 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Source : http://fr3st.blogspot.com/2012/05/add-shareaholic-sassy-bookmarks-to.html#ixzz1vjUMqRHf